وصف الكتاب:
شهدت وسائل الإعلام تطوراً كبيراً في العقود المنصرمة الماضية وحققت إنجازات ضخمة جداً أكثر مما سبق مقارنة في التحولات التي يشهدها عالم الإتصال والإعلام بحيث انتقل الإعلام طيلة هذه العقود من الرسالة إلى الصناعة. ومن هنا، أصبحت مؤسسات الإعلام مؤسسات إقتصادية ضخمة جداً بحيث اكتسبت نشاط هذه الوسائل أهمية كبيرة متزايدة نتيجة لهيمنة الطابع الإقتصادي الرأسمالي المتنامي لنشاط وسائل الإعلام وخاصة مع بروز شبكات الإعلام الضخمة وهذا مما ساهم في تعقد وتعقيد الظاهرة الإعلامية. ومن هنا، أصبحت وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً في العملية الإقتصادية وأصبحت هي مؤسسات إقتصادية إمبريالية ضخمة وهذه المؤسسات أصبحت تدير المشهد الإقتصادي والسياسي بل وتحولت إلى منصات للهيمنة الإقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية. ونتيجة لتعقد طبيعة وسائل الإعلام دخل الإقتصاد الإعلامي أو إقتصاديات الإعلام في حلبة المواجهة في النمو الإقتصادي والرأسمالي. ومن هنا، أصبحت وسائل الإعلام حضناً دافئاً لجذب قوى المال والإقتصاد وهذا يتطلب من وسائل الإعلام أن تكون بمستوى التحدي بحيث تتمكن من توفير البيئة الجاذبة لجذب الإستثمارات الإعلامية وتطوير المؤسسات الإعلامية بحيث تصبح مؤسسات جاذبة للإبداع والتغيير الثقافي والفكري والإعلامي.