وصف الكتاب:
يوميات تشي غيفارا بها سحر خاص، فهى شخصية ملأت القرن العشرين وفاضت أطيافها على الألفية الثالثة، مثال إنساني وكفاحي مضيء لجميع الأزمنة. هذه اليوميات التي كتبها تشي غيفارا خلال رحلة في أرجاء أميركا اللاتينية عام 1952 قطع خلالها مع صديقه ألبرتو غرانادو على دراجة نارية 4500 كليومتر، كانت البوابة التي ولج منها الطبيب الأرجنتيني الشاب غيفارا إلى فضاء أميركا اللاتينية، وصولاً إلى "سرة العالم"، عاصمة الانكا، لكى يعود من هناك بالشعلة التي صهرت روحه النقية ومزجتها بآلام شعوب القارة المنهوبة، بدءاً من تاريخ الإبادات الجماعية التي ارتكبها غزوات الرجل الأبيض، وانتهاء بالأمل الإنساني المعذب. هذه الرحلة هي التي وضعت تشى غيفارا على الطريق التي اختار، طريق الفداء. وعلى درب العودة إلى غرناطة الأرجنتين، كتب أرنستو تشي غيفارا، إثر احتفاله بعيد الميلاد الرابع والعشرين الخاص به: "لقدعلمت أنه حين تشق الروح الهادية العظيمة الإنسانية إلى شطرين متصارعين، سوف أكون إلى جانب الشعب.فانا أعلم هذا، أراه مطبوعاً في سماء الله، أرى نفسي قرباناً في الثورة الحقيقية، المعادل العظيم لإرادة الأفراد. وأشعر أن أنفي يتسع ليستنشق الرائحة اللاذعة للبارود والدم وموت العدو. أفعم جسدي بعزم فولاذي، وأعد نفسي للمعركة...". هل نستطيع قراءة يوميات تشي غيفارا الشاب، بعيداً عن صورة الأسطورة التي تخطت الزمن بإنسانيتها المذهلة وكفاحها العظيمة؟