وصف الكتاب:
والتداولية عند كل من "أ.م.ديلر" و"ف.ريكاناتي"هي دراسة تهتم باللغة في الخطاب ، وتنظر في الوسميات الخاصة به ، قصد تأكيد طابعه التخاطبي . وما يمكن أن نخرج به من كل هذه التعريفات ، هو تكرار الألفاظ (اللغة ، المستعملين ، السياقات ، الخطاب ، التخاطب ، المخاطب ، أفعال الكلام ...) . وبتجميع هذه الألفاظ ، نستطيع تكوين فكرة شمولية عن معنى التداولية ووظيفتها . فهي مبحث لساني يدرس الكيفية التي يصدر ويعي بها الناس فعلا تواصليا ، أو فعلا كلاميا غالبا ما يأتي في شكل محادثة . كما أنها تهتم بالبحث عن الأسباب التي تتضافر لتؤدي إلى نجاح المتحاورين أثناء إجراء المحادثة أو التخاطب . فالتداولية ـ على ما يبدو ـ علم يهتم بعلاقة اللغة بمستعمليها ، هدفه إرساء مبادئ للحوار ، في علاقته الوثيقة مع المقام الذي ينتج فيه الكلام . ومن هذه التحديدات يعنّ لنا أن التداولية تخصص لساني يحدد موضوعه في المجال الاستعمالي ، أو الإنجازي لما نتكلم به ؛ ويدرس كيفية استعمال المتكلمين للأدلة اللغوية أثناء حواراتهم ، وفي صب أحاديثهم ، وفي خضم خطاباتهم . كما يعتني هذا التخصص بكيفية تأويل مستعملي اللغة لتلك الخطابات وتلك الأحاديث ، كما ويهتم أيضا بمنشئ الكلام (الخطيب ، المتكلم) ، وكذا السياق