وصف الكتاب:
استخِفُّوهم حتى تكون مجالس اللهو أكثر من حلقات العلم، ومجالس الطرب أكثر من مجالس الذكر، ثم لا يكون منهم مصل أو صائم أو مزك أو حاج، ولا يكون سيط ولا سمعة إلا لشاعر ماجن أو لجارية مغناج، اجعلوا فساقهم كبراءهم، وحمقاهم وعاظهم، وجهلاءهم علماءهم، ومنافقيهم أهل ثقتهم، وارفعوا مضلليهم على المنابر، حتى يفجر الفاسق فيعذر، ويبرّ المصلح فيغدر، ولا يكون فيهم من يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، من يشع فاحشة فهو عظيم يكرم، ومن يقل حقًّا فهو زنديق يرجم، حتى لا يولى عليهم إلا من لا يخاف ولا يرحم، الهمةَ الهمةَ، هذا أوان الفتن المدلهمة جِدِّوا فإنَّ القَوْمَ لمْ يَجِدُّوا ... وَأَقْبَلُوْا بالوَخْضِ فاسْتَعِدُّوا إن يسألوا ندًا فأنتم نِدُّ ... ببأسِكُم والبأسُ لا يُرَدُّ أنتم عليهم نقمةٌ وضدُّ ... وأنتم القومُ الغِلَاظُ اللُدُّ إن تثقفوهم تُثخنوا وتُرْدوا ... وكلَّ ركن قائم تَهُدُّوا لا تدبروا فَرًّا ولا ترتَدُّوا ... وقاربوا صفوفكم وشُدُّوا بيضُ الوجوه بكرةً تسودُّ