وصف الكتاب:
« خطبة الجمعة بين الديني والسياسي، دراسة في أبعادها الدينية والسياسية والجندرية والطبقية» أن الأقلية الدينية وغير الدينية مستهجنة ومستبعدة في خطبة الجمعة، سواء تعلق الأمر بمتن الخطبة في حد ذاته، أو في نظرة وممارسة الفاعلين الاجتماعيين، وحينما أتحدث عن مفهوم الأقلية، فهذا المفهوم من حيث دلالته الواقعية يرتبط بواقع أكثر تشعبا وتعقدا، وتختلف معانيه من حقل إلى آخر، وهكذا يعرف المعجم الوسيط الأقلية بأنها خلاف الأكثرية، بينما معجم لاروس جونيور يربط الأقلية بعدد صغير من الناس والأشياء، في مقابل الأكثرية التي تتوفر على عدد كبير، إن هذين التعريفين اللغويين يميزان الأقلية عن الأكثرية بالعدد، إلا أن الفروقات والاختلافات بين هذين المفهومين أبعد من ذلك، فالمعجم السوسيولوجي يعرف الأقلية في مقابل الأكثرية، لكنه يضيف بأن الأقلية تشتغل وفق إستراتيجيتين في علاقتها بالأكثرية، فإما الولاء أو المعارضة، فالحالة الأولى تحصل في النظام الديمقراطي الذي استطاع تدبير الاختلاف بين الأقلية والأكثرية، والحالة الثانية تحصل في النظام الاستبدادي الذي يلغي حق الأقلية ويعتبر أفرادها مجرد دخلاء غير معترف بهم مثل المسيحيين في الإمبراطورية العثمانية، ومثل المسلمين في الإمبراطورية النمساوية المجرية، لقد كانوا يشكلون رعايا من درجة ثانية في هذه الإمبراطوريات، ويتم استبعادهم من عدد من الوظائف مثل الجيش والحكم، والأمر كذلك بالنسبة للسود في الولايات المتحدة الأمريكية.