وصف الكتاب:
يستهل الكاتب روايته بمقتبسات قصيرة للشعراء: لوركا، سميح القاسم، محمود درويش، توفيق زيّاد ومحمد علي شمس الدين، وجملة من أقوال نيكوس كازانتزاكيس – في رائعته «الإخوة الأعداء». المختارات تضع القارىء في ظلال مضمون الرواية وأجواء ما سيقرأه فيها. تبدأ الرواية في مرحلة 1919، وتطرق الرواية إلى الأحداث والصراعات والمعارك، التي جرت ضد العدو الصهيوني في فلسطين خلال الفترة ما بين 1919 - 1948 وبخاصة في منطقتي القدس والخليل. الرواية تمزج بين الواقع والمتخيّل في إطار روائي يعكس علاقات التآخي والتآلف الإسلامي – المسيحي في التصدي للمشروع الصهيوني، كما تتطرق إلى تداعيات الأعراف والتقاليد على زجر مشاعر الحب في الذات الإنسانية، وفي النهاية أولا وأخيرا هي رواية علاقة الفلسطيني بأرضه، وما يعانيه في تيه التشتت. الكنز في رواية رشيد يتخذ معنىً عاماً، بدءًا بفلسطين التاريخية، مرورا بالبيت والقرية والمدينة والأرض والحارة وصولا إلى الذكريات الشخصية: صور، ملابس، شهادات مدرسية لعب مع أصدقاء، أشخاص... الخ.في روايته يشير الروائي إلى كل هذه الأشياء مجتمعة؛ فالكنز الذي قصده مسألة قد لا تخطر على بال أحد! وهي إن لم يسمها، فمرد ذلك إلى أنه لا يريد حرق مفاجأة الرواية لكل من يريد قراءتها. للعلم، الرواية واقعية من حيث التأريخ للأحداث، لكنها تمزج بين الواقعي والمتخيل بحيث تنقل الأخير إلى الواقعي. الأدب بالنسبة لرشيد هو زاد روحه، مارسه في شبابه من خلال خواطر دائمة كتبها. هو يعبّر في المقالة السياسية عن رؤاه وقناعاته. وفي الأدب يشعر أنه وإضافة إلى ذلك، يكتب نفسه بكل تفاصيلها النفسية والروحية، الوجدانية والوجودية، ويؤمن بالواقعية التي تحمل همّا وطنيا كنهج أدبي؛ فهو لا يكتب «الفن الفن» وفق المبدأ الأفلاطوني. بل يؤمن بنهج بلزاك وفلوبير بضرورة تطبيع الأدب بقليل من الواقعية، ليخدم قضية شعبه وأمته. من هذه المنطلقات كما يوضح الكاتب اتجه للأدب: الرواية القصة القصيرة والشعر، يكتب أيضا أدب الرحلة. إنه وكما يوضح يعاني تشظّيا في مواهبه (إن جاز التعبير) تماما كما تشظي الفلسطيني والإنسان عموما، بين الحلم والواقع، بين التاريخ والمستقبل، بين الرأي النابع من الذات والتعامل مع المرحلة بكل تفاصيلها وتجلياتها. لايعتمد رشيد في روايته الأخيرة أسلوب السرد التاريخي للأحداث؛ فالرواية والحالة هذه تأتي رواية سردية جافّة للتاريخ، بمعنى ستكون كتابا تاريخيا عاديا، ولا يجوز أن يطلق على الرواية والحالة هذه صفة «الأدبية»!. الأدب المتخيل في بعض ملامحه هو انعكاس لأحداث الواقع، فتعطي للأديب أبعادا سلوكية وأحداثا متخيلة، فيعمل الروائي على تجميعها في حبكة روائية منسجمة مع الشخصيات المحددة في الرواية المعنية، وإن كان الإنسجام تاما في الشخصية، ستقنع القارىء بأنها وقعت فعلا. لذا يركّز – كما يقول - فيما يكتب على شخصيات روايته ليس الرئيسيين منهم فحسب، بل الفرعيين أيضا.