وصف الكتاب:
أخلاق الحرب في السيرة النبوية يصلح أن يكون مرجعاً أخلاقياً لبناء السلام في #سوريا بعد سنوات الحرب الضارية، وقد كان شيخ الأرض واقعياً تماماً فلم يقدم الرسول الكريم على أنه غاندي العرب، ولكنه رفض أن يطرحه على أنه غيفارا أيضاً، لقد قدمه بقلم المؤرخ البصير رجل دولة، لا بد أن يتحمل مسؤولياته في الدفاع عن الناس ببصيرة وحذر ومسؤولية، وأيامه العنيفة كانت في هذا السياق وحده، ولكن من المستحيل أن تقف في سطور حياته المجيدة يوماً قاتل فيه بدافع الثأر أو الانتقام أو شهوة الاستبداد والتسلط، لقد كانت رسالته في السلم أوضح مقاصد سعيه، وحين فرضت عليه مسؤولياته كقائد للدولة أن يخوض بعض الغزوات كان يقدم أنبل الصور لأحلاق الفرسان في المروءة والنبل والشهامة، وكانت الصورة الأكثر وضوحاً في كل أيامه الحربية أنه كان لا يوفر فرصة لحقن الدماء، وأن هدفه الرئيس كان قتل الكفر والردة والشرك ولم يكن أبداً قتل المشركين والمرتدين والكافرين، وقد استطاع بالفعل بحكمة وبصيرة وسياسة أن يحول هؤلاء المرتدين والمشركين والكافرين إلى شركاء حقيقيين في بناء حضارته وأن يكونوا طلائع النسور الحازمة التي حملت رسالته وهديه إلى الآفاق البعيدة لتؤسس لمجد حضاري قادم يستمر لقرون وقرون.