وصف الكتاب:
تعد الرئاسة الأمريكية إحدى المؤسسات التي ابتدعها العقل الأمريكي لتحقيق معاني الحكومة الديمقراطية ، ولهذا كانت محل دراسات مستفيضة ، لم ينلها أي منصب آخر في تاريخ النظم السياسة ويعد موضوع الرئاسة الأمريكية من الضخامة بما وصفة (Rossiter) حين اختار عنوانا لمؤلفة الشهير عن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية فقد حرص على أن يضيف على غلافه عبارة دراسة لسلطات اخطر منصب على وجه الأرض The most important office on earthويضيـف روستيـر ( أن الرئـاســة الأمريكيــة ، إحــدى المؤسسات التي توصل إليها العقل البشري لتحقيق الحكومة الديمقراطية الحرة ) الواقع أن توسع وضخامة منصب الرئاسة الأمريكية اقترن كأمثاله في أوربا الغربية في ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية بخاصة فقد كان للحرب اثر مباشر وكبير في جعل السلطة التنفيذية مركزة في يد الرئيس ، ذلك أن أفضى عالم ما بعد الحرب وما صاحبة من تقدم تقني هائل ، إلى جانب تفاقم وتضخم المشاكل الاجتماعية التي هزت المجتمعات الغربية ومنها المجتمع الأمريكي ، آلا أن تكون السلطة التنفيذية قوية بل أن قوتها لتتفوق على السلطة التشريعية برغم كون الديمقراطية تقضي بعلوية السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية ،ولكون السلطة التنفيذية هي الهيأة الوحيدة القارة على استيعاب متطلبات الظروف التي تمر بها الدولة ، ولأنها تقف على قمة الهرم في البنيان الوظيفي للدولة ، منحها المشرع في كل الدول وعلى اختلاف تشريعاتها الوضعية