وصف الكتاب:
شهد القرن التاسع عشر اهتماما متزايدا بظاهرة الاغتراب السياسي وذلك بعدما غدت الشغل الشاغل للعديد من الكاتبين في ميدان علم السياسية ولا تنبع اهمية هذا الاهتمام وخصوصيته من تنوع المنطلقات الايديولوجية واختلاف الانساق المهتمة برصد هذه الظاهرة ودراستها بل تنبع كذلك من ان ظاهرة الاغتراب ذاتها قد اصبحت متفشية في كل الانظمة وعبر كل الاشكال الدستورية فلا تكاد تخلو اية دولة من هذا الداء السياسي الى حد اننا لا نبالغ اذا ما قلنا ان الاغتراب السياسي يمكن ان يوجد حيثما وجدت الدولة صحيح ان الدولة ضرورية لكل مجتمع وملازمة له وانها تقود الى احترام القواعد التي يقوم عليها هذا المجتمع فتحميه بذلك من عيوبه الخاصة وتحد داخله من اثار المنافسة بين الافراد والجماعات وبمعنى اخر فانها ناجمة بالنسبة الى كل مجتمع عن ضرورة مكافحة كل قصور يهدده بالفوضى او يحرم افراده من حقوقهم الطبيعية المنصوص عليها في النصوص القانونية