وصف الكتاب:
كثيرا ما كان اكتشاف مصادر جديدة للطاقة يقف وراء مراحل التطور الكبرى التي عرفتها البشرية، فالفحم كان أساس قيام الثورة الصناعية في أوربا مع النصف الثاني للقرن 18 م، و اكتشاف البترول والغاز والطاقة النووية غير وجه العالم نهائيا، و منذ أن قررت البحرية البريطانية غداة الحرب العالمية الأولى استبدال الفحم بالنفط كوقود في تشغيل قطعها البحرية العسكرية بدأ الربط التقليدي بين البترول والأمن، ومنذ ذلك الحين أخذ مفهوم 'أمن الطاقة'، أبعادا جديدة لم تعد مرتبطة بالنفط بالضرورة بل تعدته إلى كل الموارد ومصادر الطاقة الأخرى و هياكل إنتاجها ومنشآتها القاعدية التي تؤثر على نمو و تطور الاقتصاد العالمي. وقد أصبح مفهوم 'أمن الطاقة' أحد تجليات المفاهيم الأمنية التي بدأت تتشكل وتأخذ مكانتها ضمن العديد من المتغيرات و المفاهيم التي تلت الحرب الباردة، فالأمن لم يعد يقتصر على الجوانب العسكرية والإستراتيجية التقليدية، بل تشعبت و تعددت أبعاده ليشمل القضايا البيئية و الإنسانية والثقافية وغيرها.