وصف الكتاب:
عرفت حركة التأليف النّحوي بكرور الأيام وتعاقب الأزمان ، تطورا مشهودا مسّ جميع أركانها ؛ فقد اتسمت المؤلفات الأولى المُمَهِّدة لظهور النّحو بغياب المنهجية العلمية الدقيقة ؛ إذ كانت المسائل النحوية ترد فيها دون أن يضُمّها بابٌ جامع يختصّ بها ، فامتزجت قضايا النّحو بعلوم اللغة المختلفة من دلالة وصوت وصرف، فالمادة اللغويّة المجموعة لم تُفرد لها أبواب خاصة ولا رُتبت قضاياها وفق منهج محدّد ، إذ كان اهتمام الرواة مُنصبا على توثيق اللغة وصونها من الاندثار .فامتزجت آنذاك قضايا النّحو بمسائل لغوية وأدبية متنوّعة ، وظلّت تلك حقيقة الحال حتى اتجه العلماء إلى الدراسة التحليلية الشاملة للمتن اللغويّ المجموع سعيا لاستكناه القوانين والقواعد العامة التي تحكم اللغة ، فبدأت عملية التصنيف والترتيب والتبويب ، وقد كان لسيبويه فضل السبق والابتداع في هذا الباب ، إذ أعطى مؤلفه ' الكتاب ' دفعا قويّا للدراسات النّحوية في عصره والعصور اللاحقة