وصف الكتاب:
ظل حقل التاريخ الاقتصادي للمغرب المعاصر والراهن غير مفكر فيه بما يكفي من لدن المؤرخين المغاربة، في وقت جرى فيه التركيز بشكل كبير على التاريخ السياسي والعسكري، لدرجة أن تاريخ مغرب القرن العشرين جرى اختزاله إما في تاريخ الحركة الوطنية المغربية وامتداداتها أو في تاريخ الأحزاب السياسية أو المقاومة المسلحة المرتبطة بالتصدي لزحف القوات الاستعمارية الساعية لاحتلال المغرب أو في الأحداث المرتبطة بتدبير الحكم في المغرب المستقل والصراع حوله. التاريخ الاجتماعي : الدور التاريخي الذي لعبته الأوبئة والمجاعات كعامل جمود وتخلف. ويقارن بين الانهيار الديمغرافي الذي عاشه المغرب مع “الطاعون الأسود”، وبين التجربة الأوربية حيث استفاد نمو الرأسمالية من مكافحة الأوبئة وتراجع موجات المجاعات ابتداء من القرن الثامن عشر. إنها مقارنة تستحق أن تعمق أكثر. ما هي خصوصيات “النظام القديم” للديموغرافيا المغربية؟ ومن جانب آخر، يجدر التذكير بأن “الطاعون الأسود” لمنتصف القرن الرابع عشر لم يعرقل مسلسل التحولات التي كانت جارية في أوربا آنذاك. هناك عدة أسئلة يمكن أن تكون منطلقا لفرضيات جديدة لا تكتفي بتسجيل إيقاع تكرار الأزمات الديموغرافية.