وصف الكتاب:
الذي دهى أمتنا العربية والإسلامية من تقطيع للأوصال، وإبدال الامن بإزهاق الأرواح وسفك للدماء، وهتك للأعراض، والتعدي على الحرمات، بعد أن كانت أمة القوة والمنعة، راياتها ترفرف من طليطلة حتى الصين؟، قالوا: أسبابها الفوضى الخلاقة، وقد هبت رياح التغيير من الغرب الطامع إلى الشرق العربي الغافل، أحقاً هذه فوضى خلاقة؟، بعد أن حولت نهارنا ليلاً بالدخان، وليلنا نهاراً بالنيران، تباً لك من فوضى خلاقة، ملعونة على لسان الكبار والصغار، حقاً إنها فوضى بلا أخلاق، بددت الآمال وهجرت الشعوب الأوطان، فمات الكثير على الطرقات، وفي عرض البحار، ومن نجى منهم يعيش لاجئ في الغربة بعد أن كان سيد الدار. وزاد الطين بله، قابلناها بفوضى أسميناها الثورات، والثورات لا تأتي بخير، وثقافة التصارع على السلطة والحكم ثقافة خطيرة، وباب شر عظيم، حيدنا العقل، وأفسحنا المجال للعواطف، ولجأنا للعامة الدهماء، ونسينا أصحاب الحكمة من العلماء، وفرشنا الأرض ورداً للدخلاء، فخصخصوا الموارد حتى الإنسان، فمؤسسات الدول بيعت بأبخس الأثمان، وأصبح إنسانها من يومها عريان، هذا الكتاب، لا يبحث في أوراق الشجر الذابلة، ولا في الثمار الساقطة، وإنما يبحث في الجذور التي تستقي منها ماء الحياة، لذا إذا أردت أن تعرف سر وجود الفوضى الخلاقة؟، ومن أين جاءت؟، وكيف جاءت؟، ومنهم وراءها، وما أهدافها؟ ولتعرف ما لم تعرفه من قبل عن فوضى وصفت بأخلاق، وهي حقاً بلا أخلاق، فلا تتعب نفسك في البحث والسؤال، فإننا ننصحك بهذا الكتاب، فبين دفتيه يحوي لك الجواب.