وصف الكتاب:
إن الأدب المقارن يكتسي أهمية قصوى في تقارب الثقافات والشعوب، فهو العلم الذي ينشئ جسور التواصل بين الآداب، ويجعل أمر الإزدواج والتثاقف بين الشعوب وآدابها ولغاتها أمراً طبيعياً، فالمسألة لا تتعدى الحاجة الضرورية التي تحتاجها هذه الآداب للنهوض، والإنتعاش ولولا الأدب المقارن لما تحققت عالمية الأدب، وقد آلينا على أنفسنا مشقة البحث في أمر التأثير والتأثر بين الآداب، وبالتحديد التقاطع بين (ألف ليلة وليلة) المتن السردي العربي القديم مع (البحث عن الزمن المفقود) لمارسيل بروست وما هذا إلا دليل على تأثير الليالي في الأدب الغربي بفعل الإنبهار بالحكايات التي سحرت الإنسان الغربي بخوارقها وحوادثها المدهشة. وعلى الرغم من الإغفال الذي أتى سهواً أحياناً، ومتعمداً في أحيان أخرى لدور الليالي وأثرها في الأدب الغربي، إلا أنه من المفيد الإشارة إلى هذا التأثير المتبادل، والذي كان لألف ليلة وليلة سبق الريادة في هذا المجال. فقد نشرت يارثابايك كونانت بعد نشر أنطوان غالان ترجمته لألف ليلة وليلة بعام كتاباً تحت عنوان القصة الشرقية في إنجلترا في القرن الثامن عشر. منشورات نيويورك عن دار مطبعة جامعة كولومبيا 1908، وفيه حديث مفصل عن أثر الليالي في تطوير الرواية الغربية، كما جاء ذكر تأثير الليالي في الكثير من الموسوعات كمؤلف أي نيكل الموسوعي الذي اهتم فيه بعملية جرد المسرحيات المعدة عن الليالي العربية. ويذكر أيضاً روبرت دي مايو في كتابه الرواية الإنجليزية في المجلات 1740- 1815 وولتر هاتن فهرمت ولزلي للمجلات الفكتورية عشرات الفقرات المأخوذة من حكايات شهرزاد.