وصف الكتاب:
لا يحدث أن تتنزل حرية الصحافة من السماء على البشر، بل تتحقق للناس بالنضال المستمر والإيمان بدور وأهمية الصحافة كسلطة رابعة في المجتمع، تُراقب الأداء، وتُقيّمه، وتنتقده على الدوام من أجل تحسينه وتطويره. وما كان من حال للصحفي في وسائل الإعلامى العربية طوال العقود الماضية، إنما يحتاج إلى مراجعة جادة ورصينة وشفافة.. اتخذ الصحفي لنفسه موقع الملحق والتابع للسلطة السياسية، أو هكذا وجد نفسه في بعض الأحيان.. يبرر لها، ويروج – بوعي أو دون وعي- لمشروعها، ويبني جداراً كبيراً بينه وبين جمهور المتلقين، يُفقده الحساسية والمعرفة اللازمة لهموم المجتمع الذي يعيش فيه. وقد أسهمت السلطة بخلق نموذج رديء للصحفي العربي، وأسبغت عليه طابع النموذجية والنجومية حتى يستهدي به الوافدون الجدد إلى هذه المهنة.. مما راكم على المدى الطويل من حالة التردي والتراجع والتواطؤ في مجموعات الصحفيين الذين يعول على دورهم ونشاطهم.. والثورات العربية تُعيد الاعتبار اليوم لمهنة الصحافة والعاملين فيها، ورأينا كيف توحّد الصحفي مع مجتمعه وأمته، وأصبح يلعبُ أدواراً بالغة التأثير في التغيير الذي نعيشه.