وصف الكتاب:
إمساك المزيد من الحركات الإسلاميّة بالسلطة، هذا الأمر هو سيف ذو حدّين، فمن جهة يمكن أن يعبّر عن فرصة تاريخية لعودة الإسلام إلى الحياة بثوب جديد وصقل النظرية الإسلامية بالتجربة لإنتاج صياغة حضارية جديدة للإسلام ومضمونه السامي، لكنّه من جهة ثانية قد يضعنا أمام مشاكل خطيرة؛ لأنّ العلاقة بين الحركة الإسلامية والسلطة لم تتضح حتى الآن في النظرية الاجتهادية عند الإسلاميين أنفسهم، أو فلنقل بأنّها ما تزال ملتبسة، فهناك تيار يرجّح السلطة على الدعوة، وهو يشبه تيارات في الداخل الشيعي سبق أن تبلورت وفقاً لمنطق براغماتي صار يُتهم اليوم بأنّه ضيّع العقيدة والدين في سبيل السياسة ومصالحها، وهناك تيار لا يعيش هذه النزعة لكنّه لا يملك تصوّراً عن مشروع سلطوي منظّر له. إنّ أخطر شيء في إمساك الإسلاميين بالسلطة هو الصورة التي يحملونها عن الإسلام، فإذا لم تكن هذه الصورة صحيحة أو قابلة للصقل بالتجربة أو وفق دينامية داخليّة نشطة باستمرار، دون تخطٍّ للمعايير الدينية العليا، فهذا معناه في نهاية المطاف تصادماً بين الدين والحياة.