وصف الكتاب:
إن الذكاء نوع من التكيف. وإذا أردنا معرفة العلاقة بينه وبين الحياة على وجه العموم وجب علينا إذن أن نوضح طبيعة العلاقات التي توجد بين الكائن العضوي وبين الوسط المحيط به. وفي الواقع ليست الحياة إلا خلقا مستمراً لأشكال يزداد تعقيدها شيئاً فشيئا، وإلا تحقيقاً للتوازن المطرد بين هذه الأشكال وبين البيئة. فإذا قلنا إن الذكاء حالة خاصة من التكيف البيولوجي كان معنى ذلك، حينئذ، أننا نفرض أن الذكاء في جوهره نوع من التنظيم، وأن وظيفته تنحصر في تمثيل الكون، كما أن وظيفة الكائن العضوي تنحصر في تمثيل البيئة التي تحيط به مباشرة. وإذا أردنا أن نصف العملية الوظيفية للتفكير بعبارات بيولوجية فإنه يكفينا في هذه الحال أن نستخلص العناصر الثابتة المشتركة بين جميع أنواع التراكيب التي تستطيع الحياة القيام بها. ونحن لا نهدف إلى استخدام مصطلحات التكيف للتعبير عن الأهداف الخاصة التي يسعى الذكاء العملي إلى تحقيقها.