وصف الكتاب:
"تقريري إلى غريكو" ليس سيرة ذاتية. فحياتي الشخصية لها بعض القيمة، و بشكل نسبي تماما، بالنسبة لي و ليس بالنسبة لأي شخص آخر. و القيمة الوحيدة التي أعرفها فيها كانت في الجهود من أجل الصعود من درجة إلى أخرى للوصول إلى أعلى نقطة يمكن أن توصلها اليها قوتها وعنادها، القمة التي سميتها تسمية اعتباطية بـ "الاطلالة الكريتية". كانت هناك اربع درجات حاسمة في صعودي. وتحمل كل منها اسما مقدسا: المسيح، بوذا، لينين، اوليس. ورحلتي الدامية بين كل من هذه الارواح العظيمة والارواح الاخرى هي ما سوف احاول جاهدا ان ابين معالمه في هذه "اليوميات"، بعد ان اوشكت الشمس على المغيب -انها رحلة انسان يحمل قلبه في فمه وهو يصعد جبل مصيره الوعر والقاسي. فروحي كلها صرخة. واعمالي كلها تعقيب على هذه الصرخة. طوال حياتي كانت هناك كلمة تعذبني وتجددني، وهي كلمة "الصعود" وسأقدم هذا الصعود. وانا امزج هنا الواقع بالخيال، مع اثار الخطى الحمراء التي خلفتها ورائي وانا اصعد. وانني حريص على الانتهاء بسرعة قبل ان اعتمر "خوذتي السوداء" واعود الى التراب لان هذا الاثر الدامي هو العلامة الوحيدة التي ستبقى من عبوري الى الارض. فكل ما كتبته او فعلته كان مكتوبا او محققا على الماء، وقد تلاشى.