وصف الكتاب:
ليست الطفولة بالنسبة للفنان مجرد مرحلة من مراحل العمر، تثير الذكريات والحنين كما هي لمعظم الناس، إنها تصبح للفنان معيناً يغرف منه و جزءاً من موضوعات العالم التي يغرق فيها و قد تصبح في مرحلة متأخرة أسلوباً في العمل، وغالباً ما يحصل ذلك مع تقدمه الفنان بالعمر، أي بعد النضوج وبعد أن يكون امتحن احتمالات كثيرة، وصولاً إلى روح الأشياء، وبنفس المقدار تلعب البيئة، الحيز الجغرافي و العلاقات الانسانية، دوراً مماثلاً إذ تعتبر الحاضنة التي تفتح ضمنها المدارك والحواس، وتأخذ الأشكال والألوان والروائح نسقاً وعلاقة مما حولها، بحيث تصبح في النهاية جزءاً من تكون الفنان، والطفولة تندمج بالبيئة، تتفاعل معها، ويتم ذلك على مهل، دون تصد، وباستمرار، لتتحول في النهاية إلى عنصر من عناصرها، و أحد مظاهر تجلياتها، و البيئة بشتى عناصرها، تتغلغل في الطفولة و تؤثر فيها، و تعطيها طريقة في النظر إلى الأشياء و التعامل معها، و كثيراً ما تتبدى في تعبيرات فنية، أيا كانت وسيلة التعبير، بحيث يمكن اكتشاف علاقتها بالطفولة و دونما خطأ.