وصف الكتاب:
لسبب ما غريب ، لم أفكر يوما في أنني سوف أبلغ الأربعين من العمر . في سن العشرين ، كنت أتخيل نفسي في الثلاثين أعيش مع حب حياتي محاطة بكثير من الأبناء ، أو في الستين أعد كعكة التفاح مع أحفادي ، أنا التي لا أجيد قلي بيضة ، لكنني قد أتعلم أو حتى في الثمانين عجوزا هرمة تشرب الوسكي مع صديقاتها . غير أني لم أتخيل نفسي مطلقا في الأربعين ولا حتى في الخمسين . وهأنذا اليوم ، في جنازة أمي ، وعلاوة على ذلك في الأربعين من العمر لا أدري كيف وصلت بي الأمور إلى هذا الحد ... هكذا تفتتح الرواية إذ تفيق البطلة على نبأ وفاة أمها ، تلك المرأة التي لم تكتشف شدة تعلقها بها وتأثيرها في كامل تفاصيل حياتها إلا بعد فقدانها ، وكأن الموت منبه يدق ساعة الخروج عن طور الأمومي ، فتطفق الشخصية تبحث عن ذاتها بين من بقي لها في الحياة ، عشاقا وصويحبات وأبناء. هذه الرواية مسكونة بأسئلة الزمان تعري الإنسان وتفضح هشاشته لتضعه في مواجهة مصيره ، فلا شيء يبقى على حاله ، ويحافظ على حقيقته سوى الغياب