وصف الكتاب:
يتناول المؤلف مادته العلمية في أربعة فصول : الفصل الأول : التصوف السني وشرطه والأدوار التي مر بها فالتصوف السني المعتدل، استنادًا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية محدد بثلاثة أصناف للصوفية : صوفية الحقائق، وصوفية الأرزاق، وصوفية الرسم. أما صوفية الحقائق فهم الذين تكلموا في سيرة الصوفي وأخلاقه، الفصل الثاني يتناول فيه المؤلف عن العلاقة بين الصوفية عامة والحنابلة بخاصة وتقدم دراسة إحصائية عن الصوفية الذين ترجم لهم في كتب: طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي، وكتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني، وكتاب صفة الصفوة لابن الجوزي. الفصل الثالث : تتناول الباحثة مواقف ابن الجوزي من بعض رجال التصوف، مثل سهل بن عبدالله التستري، وأبي طالب المكي، وعبد الكريم القشيري، وأخيرًا أبي حامد الغزالي، فتتحدث عن المسائل التي وافق ابنُ الجوزي فيها هؤلاء العلماء وعن المسائل التي خالفهم فيها: نذكر منها مسألة التعارض بين التوكل والسعي للكسب، والتشدد بالعبادة إلى الدرجة التي تضر بالصحة، والمبالغة بالتقشف خشية إتيان ما حرم الله، ومجاهدة النفس بالجوع، وكذلك رأيهم بالسماع أي الموسيقى والغناء، وكذلك مسألة العقل والنقل، ومسألة التمسح بالأولياء، ومفهوم الرياضة الروحية وترك النكاح، وغير ذلك. الفصل الرابع : فيعالج مواقف ابن الجوزي من السلوك الصوفي بعامة وتختم الباحثة كتابها بقولها إنها سعت إلى إثارة موضوع قديم جديد في تاريخ الفكر الإسلامي، وهو الصراع بين تيار الفقه وتيار التصوف مع تركيز كلي على جانب من هذا الصراع المتمثل بالجدال القائم بين فقهاء الحنابلة من جهة والصوفية من جهة ثانية، وذلك من خلال دراسة ابن الجوزي باعتباره علما من أعلام الفقه الحنبلي في القرن السادس الهجري في بغداد. وتأمل أن يكون هذا البحث فاتحة لدراسات أخرى حول ابن الجوزي وغيره من فقهاء الحنابلة في صراعهم مع الصوفية، لا سيما أن هذا الصراع ما زال ممتدًّا عبر العصور بدءًا من شيخ الإسلام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري حتى الشيخ محمد بن عبد الوهّاب مؤسس الدعوة الوهابية في العصر الحديث.