وصف الكتاب:
يطرح الكتاب موضوع العولمة والتحولات المجتمعية في الوطن العربي، وذلك في ندوة تم خلالها مناقشة قضايا عالمية هامة، ذات صلة بتغييرات غير مسبوقة، في موجاتها المتلاحقة والمتباينة سرعة وشدة وعمقاً. وذلك بقصد استجلاء أبعاد هذه المتغيرات، وآفاقها، ونتائجها، ودلالاتها "الكوكبية والعربية" فكرياً وسياسياً. وقد تناولت الندوة هذه المحاور: 1-نقد الايديولوجيا الرأسمالية. 2-العولمة والنظام الإقليمي العربي. 3-الأصولية والثقافة في ظل العولمة. 4-المرأة والاقتصاد والعولمة. 5-الدولة والمجتمع (دراسات قطرية). 6-قراءات في فكر سمير أمين. فرضت فكرة "تكريم سمير أمين" نفسها على الساحة الفكرية والسياسية والعربية، استجابة واعية لتزايد الاهتمام بها، وتعدد الأطراف الملحة عليها وتنوعها عربياً، ومن مختلف الأجيال العلمية والسياسية. وقد طرحت صيغ وصيغ، وأفكار وأفكار، لتكريم "سمير أمين" لكنها تراجعت أمام رمزه المجمع والمجسد لمنظومة من القيم، فأفسحت الطريق أمام عقد ندوة علمية، تُهدي إليه. وقد تمّ طرح أفكار وقضايا وموضوعات للندوة المقترحة، تباعدت أمام موضوع "التطورات العالمية والتحولات المجتمعية في الوطن العربي" الذي كان محور النقاش في تلك الندوة. وتمّ ذاك الانتقاء بالنظر إلى أن النتاج الفكري، النظري التحليلي لسمير أمين، الأصيل بمنهجه والرحب برؤيته، عَنيَ وعلى نحو أخّاذ بإبداعه المطّرد، بدور النظام الرأسمالي في تشكيل المجتمعات عبر قرون عدّة. لقد بدأ هذا الإنتاج وثاباً في مساهماته مع أطروحته للدكتوراه "التراكم على الصعيد العالمي" وازدادت دلالاته العلمية والسياسية تألقاً مع عمله ذائع الصيت "التطور اللامتكافئ". واهتم في أعمال متنوعة مبتاينة في أحجامها، ووسائط نشرها، بقضايا المجتمع العربي؛ صراعاته، وتعبيراته، انكساراً وصعوداً، وتحدياته الداخلية والخارجية، وخصوصيته الحضارية. تعددت أعماله، وتتابعت نشاطاته مواقفه العلمية، لكنها ظلت محكومة "بالبوصلة" التي اختارها، وصقلها، والتي سعت ولا تزال في سعيها دؤوبة، راغبة في مستقبل مرغوب فيه للمجتمع العربي، يكون به قادراً على إطلاق طاقات جماهيره، نحو المشاركة والإنتاج الاجتماعي، بكل أنواعه ومستوياته، وإفرازات، تقوم أعمدته على العدالة والديموقراطية، والمشاركة الفاعلة في مسارات الحضارات الإنسانية. أكدت بوصلته المنهجية على أن هذا المستقبل المرغوب فيه، يتوقف على الفهم التاريخي، والجدي للتناقضات التي حكمت، ولا تزال تحكم، والتي يمكن أن تحكم سيرورة المجتمع العربي مستقبلاً. ولهذا كان اهتمامه ببحث تطور الرأسمالية من ناحية، لكشف آليات هذا التطور، وعلاقاته وعملياته، عبر حقب هذا التطور مراحله، كما عني على نحو نوعي من ناحية أخرى بجدلية تطور الرأسمالية، الخارج، مع تطور المجتمع العربي، للكشف العلمي عن القوانين النوعية، التي صاغت سيرورة التطور العربي، بكل تناقضاتها وتداخلاتها، وبكل ما توحي به من دروس وعبر. من وحي تلك الأعمال وتلك التوجهات تم في الندوة التكريمية لسمير أمين تناول قضايا عالمية هامة، ذات صلة غير مسبوقة، في موجاتها المتلاحقة والمتباينة سرعة وشدة وعمقاً.