وصف الكتاب:
الكيمياء هي ذلك العلم الذي يختص بدراسة تركيب المواد ومتابعة التغيرات التي تحدث لها بتغير الظروف المحيطة بها. عليه فإن كيمياء الأغذية هي ذلك العلم الذي يهتم بدراسة تركيب وبناء خصائص الأغذية وما يحدث من تغيرات كيميائية خلال التداول والتصنيع أو التخزين ومعرفة آلية هذه التفاعلات ووسائل السيطرة عليها. وترتبط كيمياء الأغذية ارتباطاً وثيقاً بفروع الكيمياء الأخرى (الكيمياء العامة، العضوية، التحليلية والحيوية) وعلم الحيوان، وعلم النبات والأحياء الدقيقة. هذا يجعل كيميائي الأغذية يعتمدون إلى حد كبير على مدى معرفتهم بالعلوم السالف ذكرها لدراسة ومراقبة الأنسجة الحية كغذاء للإنسان. فلا يمكن الرفع من مستوى غذاء الأفراد أو توفير غذاء صحي وسليم وخالي من المواد الضارة لهم، أو مراقبة السلع الغذائية ومساعدة شركات تصنيع الأغذية على توفير غذاء صحي وسليم للأفراد ووضع المواصفات واللوائح والقوانين المنظمة لتصنيع أو تداول أو تخزين الأغذية إلا بالمعرفة الجيدة بكيمياء الأغذية. فمثلاً نعلم أن المعاملات الحرارية للأغذية تؤدي إلى نقص محتواها من بعض الفيتامينات ونقص القيمة الحيوية لبعض البروتينات، إلا أننا نجد في الوقت نفسه أن الحرارة ترفع من القيمة الحيوية لبروتينات أخرى تكون ضارة في صورتها الطبيعية، كما أن السيطرة على نشاط الانزيمات أو الأكسدة وتحلل الدهون أو تغير اللون والنكهة أو القوام كلها تعتمد على معرفة بناء وتركيب الأغذية. وما الكتاب الذي بين يدينا إلا محاولة لمساعدة القارئ من الوقوف والتعرف على أهم المركبات الكيميائية التي يتكون منها غذائنا، والأهم من ذلك هو معرفة التفاعلات التي تحدث لها وما ينتج عنها من تغيرات قد تكون مقبولة أو مرفوضة. بعدها لا بد من معرفة وسائل التحكم أو السيطرة على هذه التفاعلات ويهدف هذا الكتاب لتعريف القارئ العربي من طلبة وأساتذة وباحثين بمبادئ تركيب والتعرف على البناء الكيميائي لمكوناتها، كما ويسعى للكشف عن التفاعلات التي تحدث للمواد الغذائية وتأثير ذلك على صفات وخصائص المواد الغذائية بالإضافة إلى معرفة العوامل المنشطة والكابحة لهذه التفاعلات وأخيراً التحكم فيها بما يتلاءم وتأثيراتها. إلى جانب ذلك يسعى الكتاب لتمكين القارئ من الربط بين العلوم المتنوعة مثل علم الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية والتغذية وغيرها والاستفادة منها في المحافظة على أو الرفع من جودة المواد الغذائية بما يتناسب واحتياجات الأفراد.