وصف الكتاب:
يروي الكاتب لقد حملت الكتب الورقية المطبوعة ولا تزال تحمل أمانة نقل المعرفة البشرية طيلة أكثر من خمسمائة عام، حيث كانت آلة الطباعة الجوتنبرجيةبمثابة الأب الروحى لها. إلا أن التطور التكنومعلوماتى الذى نعيشه فى الوقت الحالى، قد تبدلت معه الكثير من المظاهر والأدوات الحياتية التقليدية لتخلع على نفسها ثوبا نسجت خيوطه عناصر عدة: كالرقمنة، والواقع الافتراضى virtual reality، والتقنيات الحاسوبية، وإمكانات الاتصال عن بعد، وغيرها من مفردات ````عصر المعلوماتية````. ولم يجد الكتاب الورقى المطبوع بدوره ـ بوصفه أحد تلك الأدوات الحياتية ـ بداً من الانخراط فى موجات التحول الرقمى، ليصبح إلكترونيا هوالآخر، ليواكب بذلك ````عصر المعلوماتية````، وليكتسب فى الوقت ذاته العديد من المميزات الأخرى التى تمنحها له البيئة الرقمية. فمن قبل ترقمنت التسجيلات الببليوجرافية لمواد المعلومات ـ حيث تحولت الفهارس من الشكل الحقيقى إلى قواعد بيانات ـ ومن بعدها بدأت مواد المعلومات هى الأخرى فى التحول نحولغة ````الأصفار والآحاد```` وعلى رأسها الدوريات؛ وهما المرحلتان اللَّتان استقرت أوضاعهما إلى حد كبير. وأخيرا ترقمنت الكتب التقليدية هى الأخرى، بل هى آخذة فى الانتشار بمتوالية هندسية مضطردة؛ الأمر الذى يفرض علينا واقعا لابد من التكيف معه ومحاولة الفهم الجيد له، ومن ثم الإيجاد السريع للحلول والوسائل التى يستطيع بها ومعها كلا من: المكتبة، والمستفيد الفرد السيطرة على هذا الوعاء المعلوماتى التقنى الجديد، بينما لازلنا فى بداية الطريق وقبل أن ينفلت الوضع من بين أيدينا. ولما كانت الكتب الإلكترونية أحد أوعية المعلومات التى عمدت إلى تثبيت أقدامها محققة مساحة انتشار معقولة بين مصادر المعلومات الأخرى فى الوقت الحالى، فقد كان من المهم أن نقوم بإلقاء مزيد من الضوء عليها. فنظرا لحداثة تقنية الكتاب الإلكترونى فإننا لازلنا نجهل الكثير من الأمور المرتبطة به؛ وهى الأمور ذاتها التى لواستطعنا فهمها فقد نتمكن من رسم صورة أقرب ما يكون إلى التكامل حول مستقبل هذا الوافد الجديد إلى عالمنا.