وصف الكتاب:
يعد أول كتاب على الساحة الفلسفية العربية يقدم رؤية عقلانية توحيدية تنزيهية تستند إلى براهين فلسفية راسخة وصولا إلى لحظة الوعي الديني العقلاني كآخر مرحلة في تطور الأديان. ويناقش المفكر العربي المعاصر د.محمد عثمان الخشت التناول الفلسفي الشخصاني المعاصر لمشكلة الطبيعة الإلهية التي لا تزال تؤرق العقل الإنساني في آخر عصور الحداثة، وأيضا في تيارات لاهوت ما بعد الحداثة. وإذا كان الإلحاد قد أخذ في الازدياد في العصور الحديث، فقد تكونت بجواره حركات إيمانية في فلسفة الدين حاولت أن تجيب عن إشكال الإلحاد عن طريق الإيمان بألوهية متناهية ومحدودة في بعض جوانبها وذات قدرات لا متناهية في جوانب أخرى، وما ذلك إلا للإجابة على بعض إشكاليات الإلحاد، وأهمها إشكالية الشر في العالم. وفي هذا السياق تأتي فلسفة الدين عند برايتمان التي تزعم الانطلاق من الخبرات الإنسانية في رؤيتها للإله كشخص متناه زمني! وهو ما يرفضه د. الخشت؛ فالإله في تصوره لا يمكن أن يكون إلا " لا متناهي" وخارج حدود الزمان والمكان. ويستخدم الخشت منهجا تحليلا عقلانيا ونقديا ليوضح أبعاد تلك القضية، كاشفا النقاب عن جذورها في تاريخ الأديان والفلسفات، ومبينا الثغرات والتناقضات العقلانية التي وقعت فيها. وغاية المؤلف هي الوحدانية العقلانية لإله كامل منزه بوصفه أساسا لوحدة التفكير والعلم في تفسير الوجود. من هنا تنبع أهمية هذا البحث الجديد والجدير بالقراءة .