وصف الكتاب:
لقد تصاعدت قوة وفاعلية المجتمع المدنى على الصعيدين القومى والعالمى على السواء من خلال طريقتين: الطريقة الأولى وتتمثل فى الامتداد والانتشار بين الجماهير نظرًا لما يساهم به من إشباع احتياجات هذه الجماهير بحيث استطاع أن يضوى هذه الجماهير تحت مظلته، بل ويؤسس علاقة وثيقة معها، بحيث أصبح له القدرة على تعبئة الجماهير فى أى اتجاه لتحقيق أهدافها، أما الطريقة الأخرى فتتمثل فى التشبيك على الصعيدين القومى والعالمى، حيث تبدأ تنظيمات المجتمع المدنى فى تأسيس الروابط والصلات فيما بينهما على المستوى القومى وفى ذات الوقت تعمل على تأسيس روابط وعلاقات مع مختلف تنظيمات ومؤسسات المجتمع المدنى على الصعيد العالمى، بحيث تؤسس فى النهاية مجتمع مدنى عالمى موازى للنظام العالمى الراهن، ويشكل كتلة صلبة متضامنة تقف على أساسها ندًا لكل من المجتمع الطبيعى والسياسى على السواء، مما يجعلها وسيلة لإنتاج القوة فى مواجهة الغبن الذى تمارسه جماعات المجتمع الطبيعى أو مواجهة القهر الذى قد يسعى النظام السياسى .إلى فرضه على البشر