وصف الكتاب:
اكتسب مفهوم الجهاد حالياً معنىً يدور حول العنف المسلّح، ويُمارَس باسم المبادئ الإسلاميّة، على الرغم من أن هناك معاني أخرى له ذات صلة بمجاهدة هوى النّفس. كيف تمت مصادرة مفهوم الجهاد المعنوي من قبل الجماعات الإسلامية، وتجيير معناه لصالح الإرهاب، والاعتداء، وقتل الأسرى والتنكيل بهم، والفساد في الأرض وقتل الأبرياء ... إلخ؟ أَيرتبط الفكر الجهادي بتنظير ابن تيميّة وابن القيّم فحسب، أم له مراجع أخرى؟ وهل صحيح أن الفكر الجهادي الحديث لم ينطلق من فكر ابن تيميّة وإنما من الفكر التكفيري لمحمد بن عبد الوهاب؟ يعتمد معظم التنظيمات الجهاديّة الإسلامية المعاصرة على كتابات منظّرين معروفين لمفهوم الجهاد، منهم: المقدسي، وأبو قتادة، وسيّد عبد العزيز، وأبو بكر ناجي، وغير هؤلاء كثير. وكتاباتهم تستند إلى مرجعيّة قرآنيّة مستمدة من آيةٍ في سورة التوبة تدعى «آية السيف» نسخَت عشرات الآيات التي تدعو الناس إلى المودة والرحمة والمجادلة بالحسنى وعدم الإكراه في الدين... إلخ. كيف حدث ذلك؟ كلنا يعلم أن أغلب حركات التحرّر العربيّة الوطنية رفعت شعار الجهاد أو هي استلهمته في نضالها ضد الاستعمار. لكن كيف ظهرت الحركات الأصوليّة الدينيّة بعد الاستقلال؟ وهل كان لظهور الدولة الوطنيّة الحديثة دور في بروز الحركات ذات الفكر الجهادي؟ كيف استطاع الخطاب الجهاديّ الإلكترونيّ أن يعولم الجهاد في شكل نشاط فعال على شبكة الإنترنت، حيث تمكن من أن يجند الأنصار من كل بقاع الأرض، ويقنعهم بمعارك خارج أوطانهم؟