وصف الكتاب:
هل يمكن أن يأتي العنف من المتصوّفة، وهم المعروفون برؤيتهم للوجود من خلال المحبة؟! كيف يمكن للمتصوّفة أن يرتكبوا العنف ضدّ الآخر، وهم غالباً ما يمارسون العنف أولاً على أنفسهم بالرياضات الروحية والمجاهدات النفسية، لئلّا تنازع الرّوح توقها إلى الصفاء؟ هل يُعدُّ الدفاع عن البلاد والحفاظ على العباد من أشكال العنف غير المباح للصوفي ممارستها؟ كيف يكون العنف سبيلاً لتقوية المحبّة ودعمها؟ وكيف تكون المحبّة دافعاً للعنف ومبرراً له؟ وهل يمكن أن تكون المحبّة حلّاً لمواجهة العنف وتلافيه؟ ومن ثمّ، هل يمكن للتصوّف أن يشكّل، اليومَ، حصناً يقي من التطرّف والعنف والكراهية والتعصّب، ويكرّس ثقافة التسامح والتواصل والمحبة؟ على الرغم من أنّ التصوّف أصلاً يناهض العنف والإرهاب والتطرّف، ويتبنّى ثقافة التسامح والرحمة، ويؤمن بالتنوّع والاختلاف، ويطلب التعايش والتواصل بين العقائد والأديان، تختزن ظاهرة تقديس الأولياء والصلحاء والخشية منهم الكثيرَ من بقايا عنفٍ مقدَّسٍ أو رمزيّ مورس عبر التاريخ في المجتمع لتحقيق مكاسب فرديّة ضيّقة. لكن يبقى التصوّف، في تركيزه على فكرة المحبّة، يقدّم بدائل للإنسان اليوم من شأنها أن تعيد إليه الطمأنينة والأمن والأمل، وتجعله أكثر استقامةً وتسامحاً وإحساناً، فهو في تعبّده لا يخدم ذاته فحسب؛ بل يخدم الإنسانيّة، ويكون شاهداً على الحقيقة الربّانيّة. هذا الكتاب حاول رصد ظاهرة العنف عند الصوفية، وأثار العديد من التساؤلات والإشكالات، التي تصدّى لها الباحثون المشاركون في الكتاب بمعرفة واسعة واقتدار كبير.