وصف الكتاب:
يسعى هذا المشروع البحثي للوقوف على جوانب التطرّف المختلفة؛ ذلك أن التطرف الديني أصبح واحداً من الظواهر المميتة في ثقافتنا المعاصرة. ولكن، أهو (التطرف) حكرٌ على ثقافة بعينها، أم مشترك تعاني منه معظم الثقافات والأديان؟ لأننا ننتمي إلى سياق تاريخي وحضاري معيّن، نحن معنيون من جهتنا بالمساهمة في تتبع الظاهرة، ومحاولة فهمها، وسبر مشكلاتها العميقة، وكيف أضحت هاجساً أساسياً لكلّ الساكنة في هذا العالم. لهذا عمد الباحثون إلى بيان المفاهيم المتقاربة حول ظاهرة التطرف من جهة طبيعتها. كما قدموا تشريحاً مستفيضاً عن الإسلام السياسي وسيكولوجيا العنف، مميزين بين نطاقات الممارسة الإسلامية الناضجة والواعية، وتلك التي لا تقبل المختلف وتتموضع ضمن نفسية الغلوّ المخرج عن الحد. لا يدعي العمل أنّه أجمل حقيقة التطرّف الديني، لكن يكفيه أنه ساهم في محاولة تفسيره ومقاربته. ومهما يكن تظلّ هذه الدراسات النظرية للمفكرين والباحثين مفتاحاً جوهرياً يتيح لأوساط الحياة الأخرى أن تحلّ مثل هذه الأنماط من الفهوم والممارسات، أو تساهم في معالجتها، وتجنب الإنسان ويلات الإنسان فقط لأنّه مختلف. واتفق في هذا المشروع أنّ التطرف حالة شاذة وغريبة وممقوتة تمثّل خروجاً سافراً على تقاليد الأديان الكبرى، وتمثّل تهديداً للجميع؛ وعلاجها بحاجة إلى تضافر كلّ الفعاليات الفكرية والمؤسسية، لذا رأى القائمون على المشروع أن يدلوا برأيهم، ويطرحوا ما يرونه مناسباً.