وصف الكتاب:
لأننا نعيش في زمن الفتن والاضطرابات؛ حيث عمّت الفرقة، وساد التعصّب، وشاع التباغض بين المسلمين، يكفّر بعضهم بعضاً، وأصبح التواصل بين أبناء الملّة الواحدة حلماً يراود شريحة كبيرة من المسلمين؛ اختار المؤلف الحديث عن الحوار التقريبي بين المذاهب الإسلامية، فحاول أن يعاين خطاب التقريب، وأن يقارن بين تجاربه المختلفة داخل المنظومة الدّينية الواحدة وخارجها، ولم تقتصر معاينته على تحصيل النّصوص التقريبية التأسيسية، أو مشاهدة مؤتمرات تقريبية، أو متابعة مناظرات مذهبية متاحة على الفضائيات، أو من خلال شبكة «الإنترنت»؛ بل حاول أن يعاين ظاهرة التقريب بين المذاهب الإسلامية من خلال معاشرتها، والمشاركة في بعض ملتقياتها وندواتها، ومتابعة مداخلاتها العلمية، وما أحدثته من ردود وتعليقات، وما أفرزته من مناقشات ومطارحات. طرح الكتاب عدداً من الإشكاليات، مثل: ما المقصود بالتّقريب بين المذاهب الإسلامية؟ ما أهدافه وخلفياته؟ وما أهمّ تجارب التّقريب المعاصرة؟ وإلى أي مدى يمكن الحديث عن حوار إسلامي-إسلامي من خلال تجارب التّقريب بين المذاهب الإسلامية؟ وإلى أي حدّ كان التّقريب فضاءً مناسباً للحوار؟ وكيف نفهم الحوار في بعده الإسلامي-الإسلامي؟ وما طبيعة الموضوعات التي أثارها؟ ومن هم المعنيون به؟ وما الصّعوبات التي اعترضت سبيله؟ وكيف نظر التّقريبيون إلى آفاق الحوار ومستقبله؟ كل هذا ضمن رؤية نسقية نقدية تقوم على المقارنة، والتأليف، وتفكيك الظّاهرة الدينية، وتحليل أسباب الاختلاف، ومجالاته، وأهمّيته، بما هو تعدّد، وحرية، وإبداع.