وصف الكتاب:
بعد الثورات، التي اجتاحت بعض البلدان العربية، ظهرت الحاجة الملحّة إلى قيام إصلاح ديني، لكن ما الدواعي التي استوجبت هذه الضرورة؟ لقد وضح أن المسلمين، اليوم، في توق إلى العدل، والإنصاف، والحرية، والمواطنة. يتناول الكتاب موضوعات متعددة متعلقة بالإصلاح الديني الإسلامي من عدة زوايا؛ بدأ الحديث عن المكون الديني داخل الثقافة الإسلامية، وبيّن المحددات الموجودة في القرآن، والرسالة، التي يمكن أن تجعلها أقدر على الإصلاح والتغيير، وعرّف موضوعة الإصلاح الديني؛ من حيث تعلُّق الأمر بمفهوم الإصلاح ودلالاته، وعلاقة التأثير والتأثّر بين الإصلاح الديني في التداول الغربي، والإصلاح الديني في التداول الإسلامي. كما طرح سؤال الهوية، فإمّا أن تكون هوية منغلقة على ذاتها، وإما أن تتوجه للمساهمة والمشاركة في العالم، وتصبح هوية منفتحة على الآخر. واستعرض طرق تعامل رواد النهضة الإسلامية الحديثة مع وضعيّة جمود الفكر الديني، وطغيان ظواهر الشعوذة، وموضوعة الحرية وأسئلتها، والليبرالية وطروحاتها، والمصلحة ومقتضياتها. كما دعا إلى قراءة إنسانية للدين تتواءم مع العصر، على عكس القراءة الفقهية السائدة؛ التي ارتبطت بواقع ثقافيّ لعصور سالفة، ووضح الإشكالات المتعلّقة بقضية المصطلحات والمفاهيم، من حيث التركيز على الجانب اللغوي، والاصطلاحي، وإهمال المضامين الشرعية النصية المؤسسِّة. كما تحدث عن الفكر السلفي، ومقوماته، وكيفيّة مواجهته بالنقد والتحليل، وعرف بالتجارب الإصلاحية في المغرب، وإيران، والصّراع بين الخطاب الفقهيّ التقليديّ والخطاب الفكريّ التحرّريّ.