وصف الكتاب:
إلى أي حد يمكن اعتبار الفكر الاعتزالي فكراً نقديّاً، بالمعنى المتداول لدينا للنقد؟ هل يصلح أن يكون ذلك الفكر القديم أنموذجاً للاقتداء في العصر الحديث؟ يقدم الكتاب مجموعة قراءات في الفكر الاعتزالي، بدأت بمساهمة الجاحظ في تشييد فكر المعتزلة الكلاميّ، القائم على تصوّر سيميائيّ كلّيّ، ورصد أثر أدلّة الفيلسوف النصراني، يحيى النحوي، على بعض علماء المعتزلة الأوائل. كما بحث كيف يصبح العقل أساس العلم، ويكون النظر أساس هذا الأخير؟ وكيف تحدّدت هذه العناصر وتفاعلت فيما بينها عند القاضي عبد الجبار؟ ثم عرض مقوّمات النظريّة السياسيّة عند المعتزلة، وتحرّكاتهم السياسيّة التي قاموا بها في علاقتهم بأطراف مذهبيّة مختلفة مثل الزيديّة، والخوارج الإباضيّة، وأهل السنّة. كما بحث رأي المعتزلة في مسألة طاعة الحاكم؛ لأنهم عدّوها أقرب إلى مفهوم العقد بين الراعي والرعيّة، وهي مشروطة بعدل الحاكم. كما بُحثت مسألةُ المفاضلة بيْن أبي بكر وعليّ، وهي مِنْ أكثرِ المسائل استيعاباً للرّأي والرّأي الآخرِ. وعرض الكِتاب أراء نقاد الفكر الاعتزالي، من حيث إنه لم يُجِب بالوضوح الكافي عن مفهوم العقل وتحديده، وفحص دلالاته المحتمَلة. اتجه بعضُ المفكّرين، المعاصرين، إلى إحياء فكر المعتزلة ، تحت عناوين جديدة مثل: العقلانية، أو التنوير، أو التجديد....إلخ، وساعدت هذه النزعات على قراءة النّصوص الشرعيّة، وتفسيرها وفق العقل الإنسانيّ بقراءة جديدة.