وصف الكتاب:
أطلق مجموعةٌ من الفلاسفة والمفكّرين صيحاتٍ تنذر بـأنّنا في قلب أزمة عالمية، فقد انتشر العنف والعنف المضادّ في كلّ مكان، حتّى يكاد لا يخلو شبرٌ من الأرض من نزاع، أو حرب، أو خلاف. ألا يتعيّن علينا أن نسأل لِمَ كلّ هذا الشر؟ ألا نعرف كيف نعيش معاً، ونتقاسم الأشياء، ونتواصل، ونتّحد، باعتبارنا بشراً ينتمون إلى كوكب الأرض؟ إنّ هذا الكتاب يتأسّس على قناعة بأنّ الدّين يمكن أن يساعد في إيجاد حلول لهذه الأزمة؛ ذلك أنّه الضّابط لمنزلة الإنسان في هذا الكون، والمؤسّس لعلاقته بالآخر. لكن الدّين تحوّل، في أحيان كثيرة، إلى فتيل يشتعل بالكراهية والبغضاء، ويزرع الآلام والمآسي، بديلاً للسلام والمحبة. يدور موضوع الكتاب حول شخصيّة جوزيف راتزينغر وفكره، ونظرته إلى الآخر المذهبيّ والديني. كيف يقيم الانشقاق الكبير بين الكاثوليكيّة والبروتستانتيّة والأرثوذكسيّة؟ كيف ينظر إلى الإسلام والمسلمين؟ ما مصادر الصّورة التي بناها للإسلام؟ أَتجاوز راتزينغر النّظرة المسيحيّة القديمة إلى الإسلام، وما اصطبغت به من رفض وحقد وكراهية؟ هل يتحمّل المسلمون مسؤوليّة الصّورة الحاصلة لراتزينغر عن الإسلام؟ أَأَوصل المسلمون الصّورة الصّادقة عن دينهم إلى الآخرين؟ هذا الكتاب محاولة لاكتشاف الآخر، عسانا نعثر على أنفسنا هناك، فيه، من خلال فكر الكاردينال الألمانيّ جوزيف راتزينغر الذي أصبح البابا بنديكت السادس عشر.