وصف الكتاب:
في ظلّ الثورات العربية، انتعش التفكير في الفلسفة الغدوية الجديدة؛ إذ إن استعادة الإنسان العربي والمسلم كرامتَه وهويّتَه تستلزم منه التفكير، أيضاً، في عالم الغد، عالماً ديمقراطياً، عالماً مليئاً بالتفاؤل، والسعادة، والعدل، والحرية. لهذا استطاعت الشخصانية الواقعية والغدوية لمحمد عزيز الحبابي أن تنبعث من الرماد في الفكر العربي المعاصر. لقد توزّعت الكتابة، عند الفيلسوف المغربي الحبابي، بين الإنتاج الفلسفي، والتأليف الروائي والقصصي والشعري. وكان حضوره، مفكراً وأديباً، في المشاريع الفكرية العربية المعاصرة حضوراً بارزاً، وهو صاحب الفضل في استئناف الفعل الفلسفي، من خلال نقده جميع أشكال التقليد، والجمود، ومناهضته كلَّ أنواع الاستلاب والتضليل. رأى الحبابي أنّ الإنسان هو الشخص الذي يمتلك القدرة على التفاعل مع الآخرين، والتشخصن معهم؛ بل والاندماج؛ إذ لا وجود لــــ «الأنا» في فكر الحبابي إلا وهي في دائرة الــــ «نحن» والجماعة والمجتمع. لقد كانت الشخصانية الواقعية تنطلق من ضرورة استرجاع الكائن شخصيتَه وكينوتَه، من خلال تفاعلاته مع الآخرين والعالم. وهذه المنطلقات هي أساس الفلسفة الغدوية الجديدة؛ التي سارع المرحوم الحبابي، من خلالها، إلى فتح الأمل بالمستقبل، والتفاؤل بالغد، بعد المعاناة والشقاء جرّاء الاستعمار الغاشم، والغزو الغادر؛ الذي خلّف جملة من الإحباطات، والقلق النفسي، والارتباك الفكري.