وصف الكتاب:
لقد طُبع الفكر الإسلامي بالثراء والتعدد، ولكن أبت المؤسّسة الدينيّة السائدة، إلا أن تحارب ذاك التنوع والاختلاف، بحجة خلق انسجام اجتماعي قائم على العقيدة الواحدة، الّتي ستُكرَّس على أنّها الممثّلة بمفردها للإيمان القويم. يمكن الوقوف على أمثلة كثيرة تبرزها مواقف علماء الدين والسلط السياسيّة الغالبة من الكندي، والفارابي، وابن باجه، والراوندي، وابن رشد، والحلّاج، وابن سبعين، والسهروردي، والبسطامي، وغيرهم الكثير من الفلاسفة والمتصوّفة. في الكتاب تمت مناقشة العديد من التساؤلات، منها: كيف فهم عدد من فلاسفة الإسلام ما استقرّ في المنظومة التقليديّة من أركان الإيمان؟ لماذا اشتغل الفارابي على ثنائيّة العقل والإيمان؟ ولماذا سعى دائماً إلى التوفيق بين الدين والفلسفة؟ كيف كانت تجربة الصوفيّة مع الإيمان؟ ما الخبرة التي سجلوها عن طبيعته؟. صحيح أن الإيمان الصوفيّ تجربة ذاتيّة، ولكن هل استطاع التصوف أن يؤكد مركزية الإنسان في تجربته، على الرغم من اختلاف الرؤى الصوفيّة ؟. هل حقق تصوّر ابن عربي للتوحيد نقلة كبيرة في إطار الإلهيّات الإسلاميّة؟ وهل تجاوز المفهوم السائد للإيمان لدى المتكلّمين والصوفيّة على حدّ سواء؟. ما أثر التجربة الصوفيّة في مقاربة الإشكاليّات الفلسفيّة؟ تشكّل هذه الدراسات مجتمعةً الجزء الأوّل من مشروع «مقاربات في مفهوم الإيمان» التي تضع مفهوم الإيمان موضع التساؤل في نطاق الفلسفة والتصوّف الإسلاميّيْن.