وصف الكتاب:
تفيد كلمة "مطارحات" الواردة في عنوان الكتاب المحاورة ومبادلة الحديث. ومعلوم أن لا حوار بدون اختلاف وتعدد، وهذا التعدد والاختلاف يكون مطلوباً بقدر ما يستنير بالمعرفة والعلم، وهذا هو مبتغى مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث في كل ما تصدره من دراسات وأبحاث أو تُشرف عليه. فليس الغرض إذن تقديم إجابات نهائية للقضايا المطروحة للنقاش، بقدر ما هو هذا النقاش نفسه المنفتح على آفاق جديدة للبحث العلمي والوصل بين التخصصات المتعددة بمنطق التكامل والتعاضد، كما التنسيق بين الباحثين والمثقفين والعلماء بغاية تطوير الأسئلة والمعرفة العلمية في سياقنا الإسلامي والعربي. لقد شهدت المعرفة في القرن الأخير تحولات عميقة، كان لها أثر كبير على الإنسانية اليوم، فهي بقدر ما أفضت إلى توسيع مساحة السؤال وآفاق الكشف، أحرجت العقل العربي الغارق في مسلماته والواقع في حدود سياجاته التاريخية، وامتد هذا الإحراج إلى القرآن وعلومه، فكان لا بد للباب أن يُفتح من جديد، فظهر ما يُعرف اليوم بالدراسات القرآنية المعاصرة التي عنيت بتوظيف المنجز المعرفي المعاصر في فهم النص القرآني، ونقد المدونة التفسيرية. غير أن هذا الحقل المعرفي ما زال بكراً، فهو حديث، وقليلة هي الدراسات والأبحاث المعاصرة التي تناولت النص القرآني بهذا النفَس العلمي الجديد، فالأمر يحتاج إلى جرأة علمية وقدرة كبيرة على تجاوز العوائق النفسية والثقافية التي تحيط بالنص القرآني وتكبل كل محاولة لتثويره وانفتاحه على قضايا العصر. يأتي في هذا السياق هذا الكتاب الرابع من "سلسلة أبحاث مؤمنون بلاحدود" الموسوم بـمطارحات في التفسير والدراسات القرآنية المعاصرة، متضمناً مجموعة من الأبحاث العلمية لباحثين شُهد لهم بالتأهيل في البحث والنظر والكشف والبيان وبحيازة العدة المنهجية والتكوين العلمي الرصين، كما دلّت على ذلك أبحاثهم.