وصف الكتاب:
سأعمل على تبيان الدور الرئيس والملحمي الذي لعبه الجسد في الوجود. وباليقين، فإني سأستحضر الانعطافة الكبيرة للجسد بصفته جزءاً من المنظومة الكونية، واحتمالية صيرورته كوناً بحدِّ ذاته ساعة ممارسة الجنس، من حيث هي عملية كونية بالدرجة الأولى. وباليقين، فإنَّ استحضار هذه الانعطافة سيتطلب جهداً تأويلياً لعديدِ نصوصٍ ساهمت في بلورة دور الجسد في الوجود ومنحته طابعاً مُتنوّراً، بما شكَّل تمايزاً وجودياً إنسانياً زوجياً عن وجودٍ إلهي إفرادي. وعبر هذه الرحلة، ثمة إضمار بالكامن أثناء التعامل مع الجسد تعاملاً أيقونياً على اعتبارية أقنوميته من ناحية وجودية؛ فالكامن يستلهم طرحاً مُتوارياً لِما آل إليه الجسد من إهانة واحتقار وانتشار فظيع لثقافة التقليل من شأنه والحطّ من قيمته، على حساب روحانيات فيها نوعٌ من الاجتراء- بوعي أو بدون وعي- على المنظومة اللاهوتية، فهي لاهوتية ليست انعزالية ابتداءً عن سياقاتها الناسوتية، وإلا لما كان ثمة موجب- أصلاً- لوجودنا ضمن سياق تموضعي ومتعيّن. وبرأيي، إن أكبر تموضع للاهوت السماء هو ناسوت الجسد؛ فبدون هذا الجسد يتحوّل وجودنا إلى نوع من الهباء والعبث العدَمي بالتالي.