وصف الكتاب:
يضعنا هذا الكتاب في منطقة رصد علمية عالية لأكبر حدثٍ بشري طبعت أصابعه كلّ تاريخنا ببصمات الرجال المتباهين بفحولةٍ بيولوجية، سرعان ما تحولت إلى فحولةٍ حضارية ودينية وثقافية، أضعفت المرأة ونالت من قيمتها وأهميتها، وبذلك ضعفت المجتمعات، ووهنت الحضارات، وأُطلق الشروع في بناء غابةٍ جديدة داخل الحضارات والأديان، يعبث فيها الرجل على حساب تقدُّم البشرية ورقيّها، وتكون سبباً مهماً لتدهور أرى، اليوم، أنّ تشخيص التعسف الذكوري والانتصار لمكانة المرأة التي تليق بها، اجتماعياً وحضارياً، أصبح مقياساً لفهمنا الدقيق لتحضُّر أو تخلف المجتمعات، فحيثما نرى المجتمع (رجالاً ونساءً) قد فهم الدور الذكوري المتعسف، وانتصر لمكانة المرأة، عرفنا أنّ ذلك المجتمع يسير في الاتجاه الصحيح، وكلما ازداد رقيّ المجتمع وتحضره هنا تكمن أهمية الكتاب، تلك الأهمية التي تضعنا أمام الشرط الأول للحضارة، وهو تحرُّر المرأة، ثم تأتي، بعد ذلك، مستلزمات الحضارة من علمٍ وعملٍ وتعليمٍ وإنتاجٍ وغير ذلك. ومع سقوط هذه الحضارات، ازدادت مكانة المرأة وسقطت سجون الانقلاب الذكوري فيه. فالكتاب يعطينا المفتاح الأول، ويترك لنا فتح بقية الأبواب.