وصف الكتاب:
كتاب "محاضرات المؤتمر الأول: الدين والثقافة «الواقع والآمال» " لمؤسسة مؤمنون بلا حدود المنعقد بتاريخ 25 -26 مايو 2013، بمدينة المحمدية، المغرب تسببت أحداث جسام خلال العقود الأخيرة في تسليط الأضواء مجددا على وزن العامل الديني في الصراعات الدائرة عبر ربوع المعمور، وتسبب على الخصوص في إطلاق أوراش فكرية شبه كونية لم تخرج عناوينها الأبرز عن "عودة الديني" أو "صدام الحضارات" أو "نهاية الإيديولوجيا" و"عودة الديني" وغيرها من المفاهيم والمشاريع التي لا زالت مفتوحة على لائحة المزيد الاجتهادات. ضمن هذه المشاريع، نجد على الخصوص العلاقة المؤرقة التي تجمع الدين بالثقافة، ونتحدث عن علاقة مؤرقة بسبب مقتضيات العديد من الأسئلة التي عَجّلت بتنظيم هذه الندوة، ونذكر منها الأسئلة التالية: هل يمكن الجزم بأن التجديد الديني انعكاس للتعدد الثقافي أم أن هذه التعددية قد تفضي إلى عكس المراد من مشاريع النهضة والتجديد والإصلاح الديني؟ ما هي مآلات فصل الديني عن الثقافي؟ وما هي تأثيرات العولمة والمشاريع الدينية عابرة للقارات، تلك المنتظمة في إطار مؤسسات وجماعات وتيارات، على ثقافات محلية هنا أو هناك؟ ما هو وزن الثقافي في المجتمعات التي طرقت باب العلمانية، بشتى أنماط هذه العلمانية، مقارنة مع باقي المجتمعات التي لم تحسم بعد في موضوع الوصل أو الفصل بين الديني والسياسي؟ لماذا تبدو أديان اليوم، كما لو أنها معنية بإعادة ترتيب الهويات، ولماذا تبدو بعض المشاريع الدينية (المحسوبة خصوصا على تيارات دينية) كما لو أنها معنية بالإجهاز على ثقافات محلية؟ ما الذي يحدث بالضبط عندما ينفصل الدين والثقافة، أو بتعبير أهل التفكر: ما الذي يحدث عندما ينفصل الدين عن جذوره الثقافية؟ هل صحيح أن العلمانية والعولمة أرغمت الأديان على الانفصال على الثقافة، وعلى أن نعتبر نفسها مستقلة وتعيد بناء ذاتها في فضاء لم يعد إقليميا وبالنتيجة لم يعد خاضعا للسياسي؟ كيف نفسر إصرار الأصوليات الدينية على إحداث القطائع الثقافية في مشاريعها المجتمعية؟ وهل فعلا يمكن قراءة حالات التحول من دين إلى آخر في جميع الاتجاهات، على أساس أنها مؤشر جيد إلى تشوش العلاقة هذا ما بين الثقافة والدين؟