وصف الكتاب:
إن أهم مرحلة في التاريخ الإسلامي يُطرح فيها موضوع الدولة بعامة وأسسها ـ والديمقراطية جزء من هذه الأسس ـ بصفة خاصة، هي هذه اللحظة التاريخية التي أعقبت ما اصطلح عليه بـ «الربيع العربي». في دراستنا هذه، نحاول أن نسائل المتن الإسلامي في ما يتعلق بأهم المبادئ الأساسية للسياسة والسياسي بشكل عام، والدولة بشكل خاص. ومقصدنا هنا هو المبدأ الديمقراطي الذي وُلد قبل مجيء الإسلام، وتطور خلال مدة تجاوزت 25 قرناً. على الرغم من توجسنا من الكتابة في هذا الموضوع بالنظر إلى أن تناول منظور «الفكر الإسلامي» للعلاقة المفترضة بين الإسلام والديمقراطية مسألة إشكالية ومحفوفة بالمخاطر، إذ تنصب على البنية الفكرية للنظر الإسلامي، على الرغم من أن بدايات الالتقاء بين الفكر والممارسة السياسيين في المجال التداولي الإسلامي، لم تنفك عن التفاعل مع الدين الإسلامي تارة بالتوظيف، وأخرى بادعاء الحماية والحراسة. وقد ارتبط النظر إلى الإسلام من منظور السياسة بمرحلة ما بعد الخلافة، بالتركيز على السلطة، باعتبارها مدخلاً للإصلاح وانتقال السياسة من علم للمصلحة إلى تصور للقوة، وهو ما اصطلح عليه بنظرية التغيير الاجتماعي من أعلى، ومن خلال امتلاك السلطة والسيطرة على النظام السياسي الذي يعد مفتاح التغيير في المجتمع.