وصف الكتاب:
لقد تتبعت حياة الفاروق منذ ولادته حتى استشهاده، فتحدثت عن نسبه وأسرته وحياته فى الجاهلية، وعن إسلامه، وهجرته، وعن أثر القرآن الكريم، وملازمنه للنبى صلى الله عليه وسلم فى تربيته، وصياغة شخصيته الإسلامية العظيمة، وتكلمت عن مواقفه فى الغزوات، وفي المجتمع المدنى فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والصديق رضى الله عنه، وبينت قصة استخلافة ووضحت قواعد نظام حكمه، كالشورى، وإقامة العدل، والمساواة بين الناس، واحترامه للحريات، وأشرت إلى أهم صفات الفاروق، وحياته مع أسرته، واحترامه لأهل البيت، وإلى حياته فى المجتمع بعدما أصبح خليفة المسلمين، كاهتمامه ورعايته لنساء المجتمع، وحفظه لسوابق الخير لرعيته، وحرصه على قضاء حوائج الناس، وتربيته لبعض زعماء المجتمع، وإنكاره لبضع التصرفات المنحرفة، واهتمامه بصحة الرعية ونظام الحسبة، وبالسواق والتجارة، وحرصه على تحقيق مقاصد الشريعة فى المجتمع، كحماية جانب التوحيد، ومحاربة الزيغ والبدع، واهتمامه بأمر العبادات، وحماية أعراض المجاهدين. وتحدثت عن اهتمام الفاروق بالعلم، وعن تتبعه للرعية بالتوجيه والتعليم فى المدينة، وجعله المدينة داراً للفتوى والفقه، ومدرسة تخرج فيها العلماء والدعاة والولاة والقضاة، وبينت الأثر العمرى فى مدارس الأمصار، كالمدرسة المكية والمدنية والبصرية والكوفية والشامية والمصرية فقد اهتم الفاروق بالكوادر العلمية المتخصصة وبعثها إلى الأمصار وأرشد القادة والأمراء مع توسع حركة الفتوحات إلى إقامة المساجد فى الأقاليم المفتوحة، لتكون مراكز للدعوة والتعليم والتربية ونشر الحضارة الإسلامية، فقد كانت المساجد هى المؤسسات العلمية الأولى فى الإسلام، ومن خلالها تحرك علماء الصحابة لتعليم الشعوب الجديدة التى دخلت فى الإسلام طواعية بدون ضغط أو إكراه، وقد وصلت المساجد التى تقام فيها الجمعة فى دولة عمر "رضى الله عنه" إلى اثنى عشر ألف مسجد وقد كانت المؤسسات العلمية خلف مؤسسة الجيش التى قامت بفتح العراق وإيران والشام ومصر وبلاد المغرب، وقد قاد هذه المؤسسات كوادر علمية وفقهية ودعوية متميزة تربت على يدى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فى المدينة، وقد استفاد الفاروق من هذه الطاقات فأحسن توجيهها ووضعها فى محلها، فأسست تلك الطاقات الكوادر للحركة العلمية والفقهية التى كانت مواكبة لحركة الفتح. وتكلمت عن اهتمام الفاروق بالشعر والشعراء، وتحدثت عن التطور العمرانى وإدارة الأزمات فى عهد عمر، وأشرت إلى عام الطاعون وموقف الفاروق من هذا الوباء الذى كان سبباً فى وفاة كبار قادة الجيش الإسلامى بالشام، ووضحت دور الفاروق فى تطوير المؤسسة المالية والقضائية، ووصفت فتوح العراق وإيران والشام ومصر وليبيا فى عهده، وتكلمت عن علاقة عمر مع الملوك وعن نتائج الفتوحات العمرية وعن الأيام الأخيرة فى حياته. إن هذا الكتاب يبرهن على عظمة الفاروق، ويثبت للقارئ بأنه كان عظيماً بإيمانه، عظيماً بعلمه، عظيماً بفكره عظيماً ببيانه، عظيماً بخلقه، عظيماً بآثاره، فقد جمع الفاروق العظمة من أطرافها وكانت عظمته مستمدة من فهمه وتطبيقه للإسلام وصلته العظيمة بالله واتباعه لهدى الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم".