وصف الكتاب:
"تقريب أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي: الإتحاف الجلي بتقريب أطراف المسند الحنبلي" كتاب وضعه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلان المتوفى سنة 852هـ، وحققه وخرجه على الكتب السنة الدكتور خليل مأمون شيحا؛ وبعد: ماذا تعني كتب الأطراف؟ تعني كتب الأطراف الكتب التي يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه، ثم ذكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها، ونلاحظ أن بعضهم يذكر الإسناد كاملاً، والآخر يقتصر على جزء من الإسناد، ولكنها بجميع الأحوال لا تذكر متن الحديث كاملاً، كما أنها لا تلتزم أن يكون الطرق المذكور من نص الحديث حرفياً. وهذا الكتاب هو أطرف مسند الإمام أحمد بن حنبل للإمام ابن حجر العسقلاني وهو "أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني القبيلة العسقلاني الأصل... لقبه شهاب الدين وكنيته أبو الفضل" وهو صاحب أشهر شرح لصحيح إمام البخاري ويعد عالماً وفقيهاً وأديباً أقبل على سماع الحديث فرحل مع شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي إلى اليمن ثم إلى الحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ وأصبحت له شهرة واسعة وكانت الناس تقصده لتأخذ عنه حتى أصبح حافظ الإسلام في عصره. أما الإمام "أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ" صاحب كتاب المسند فيمكننا القول أنه كان من العلماء الجهابذة النقاد؛ وتصنيفه من الطبقة الثالثة وهو من أهل بغداد واسمه "أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني" وقد قيل عنه في زمانه بأنه "إمام الدنيا" ومن "أعلام الدين" و"حجة على أهل زمانه"، وهو أحفظ الناس للحديث ولا يحدث إلا من كتاب وتعرف من حديثه ما لا تسمعه من قبل. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب بما يحتويه من إرث ديني إسلامي نادر في تصنيفه في الأطراف وفي منهجيته ومصادره الموثقة التي اقتفاها محققه الدكتور شيحا في جهدٍ في إحياء تراثنا الإسلامي وعلومنا المسندة وتخريجها للناس بأبهن حلة؛ وجاء في ثلاثة مجلدات بلغ عدد صفحاتها (3101). يقول الكاتب: هذا كتابُ أَطْرافِ الأحاديث التي اشْتَمَلَ عليها "المُسْنَدُ" الشهيرُ الكبيرُ للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمدِ بنِ حَنُبَل مع زيادات ابنه. رَتَّبْتُ أسماءَ الصحابة الذين فيه على حروف المُعْجَم، ثم من عُرِفَ بالكُنْية، ثم المُبْهَم، ثم النِّساء كذلك؛ فإن كان الصَّحابيُّ مُكْثِراً رَتَّبُتُ الرواةَ عنه على حُروف المُعْجَم، فإنْ كان بعضُ الرُّواة مُكثِراً على ذلك المُكثِرِ فرُبَّما رتَّبتُ الرُّواةَ عنه أيضاً، او رتَّبتُ أحاديثَه على الألفاظ، وقد أشرتُ في أوائل تراجم الصحابة المُقِلِّين إلى أماكنها من الأصل. وأمَّا مَنْ كان مُكثِراً فإني أرمزُ على اسمٍ شَيخ أحمد عدداً بالهندي يُعْلم منه محلُّ ذلك في أي جزء هو من مسند ذلك الصحابي. وإذا كان الحديثُ عنده من طريقٍ واحدةٍ سُقتُ إسنادَه بحُروفه، فإنْ كان المتنُ قصيراً سُقْتُه أيضاً بِحُروفه إنْ لم يكن مَشهورَ اللفظ، وإلا اكتفيتُ بطَرفِه... وإذا كان الحديثُ عنده من طُرُقٍ جَمَعْتُها في مكانٍ واحدٍ بالعَنْعَنة، واللَّفظ حينئذٍ لأولِ شيخٍ يُذكرُ.