وصف الكتاب:
هذا الكتاب كان بحثاً تفصيلياً في نشأة التفسير ومذاهبه وتطوراته، وفي درس التفاسير القديمة والحديثة التي كان آخرها حسب كتابه "تفسير المراغي" المتوفى سنة 1945م. والكتاب الذي بين يدي القارئ "التفسير والمفسرون في العصر الحديث" يأتي في هذا الإطار ويقيم دراسة للتفاسير الحديثة بأشهرها. تناول المؤلف في هذه الدراسة عدداً كبيراً مهماً من التفاسير التي لم تكن قد وردت في دراسة العلامة الذهبي. وذلك بغاية تسليط الضوء على بعض التفاسير الحديثة لأن بعضها كان يؤثر في الآخر. وقد أكثر المؤلف في دراسة هذه من الاقتباسات من هذه التفاسير كي تزداد صورتها إشراقاً في ذهن الباحث القارئ. ثم إن عمل المؤلف اقتصر في عمله هذا على الدراسات القرآنية والتفاسير الحديثة؛ غير أنه قدم لهذه الدراسات بفصول عن تاريخ القرآن وعلومه، لتشتمل على العلاقة بين القرآن ولغة العرب والأحرف السبعة، وكيفية نزول القرآن، وأسباب نزول القرآن منجماً، والدواعي الباعثة لمعرفة أسباب النزول، متناولاً من ثم ظاهرة الوحي بالدراسة منوهاً إلى أنواعه، وكيفية نزوله ومناقشة الشبه التي ساقها بعض المستشرقين في هذه المسألة، ليتناول بعد ذلك نشأة علوم القرآن والدراسات القرآنية التي وضّحت الفرق بين مكية ومدنية.. مفرقاً بعدها بين مفهومي التفسير والتأويل، ليتابع من ثم مراحل تطور علم التفسير في عهود الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والعلماء من بعدهم. ثم قاده البحث بعدها إلى أنواع التفاسير الحديثة المنتمية إلى اتجاهات ومدارس عامة اجتماعية وأدبية، ونحوية وبلاغية وصرفية، وحداثية، وصرفية وعلمية، أو تلك التي فسرت القرآن بالقرآن، أو التي اختصت بالأحكام الفقهية كتفسير أحكام القرآن للسايس والصابوني. تناول المؤلف هذه التفاسير بالدراسة وفق قواعد وعناصر محددة، مثبتاً بالأمثلة والشواهد من التفسير موضوع الدراسة، ومناقشاً، إذا كانت هناك حاجة، بعض الآراء التي ورد في هذا المجال.