وصف الكتاب:
هذه القصة تقع احداثها في أواخر 1969 واوئل 1970، خلال الفترة التى سميناها بحر الاستنزاف. ولقد سجلت الفترة أروع بطولات الجندي المصري في معارك العبور وضرب المدفعية وعمليات القناصة وتوغل الكوماندوز إلى أعماق مواقع العدو وفي معارك الجو والبحر التي أكدت قدرة الجندي المصري في المواجهة ومنحت العدو أياما مرهقة، وأهدته اكبر قدر من الخسائر. ومن أبرز المعارك التى خاضها الجندي المصري وقتذاك معركة شدوان، الجزيرة الصخرية ذات الشعب المرجانية التى تقع في البحر الأحمر على مدخل خليج السويس ، في الشمالي الشرقى للغردقة ، والجنوب الغربي لشرم الشيخ ، والتى يبلغ طولها 16 كيلو مترا ويترواح عرضاها بين ثلاثة وخمسة كيلو مترات. ولم تكن قواتنا في الجزيرة لتجاوز المائة ، لحماية الفنار وجهاز الرادار البحري الصغير اللذين وضعا من أجل إرشاد السفن ليلا ومنعا من اصطدامها بالشعب المرجانية. ولقد واجهت القوة المصرية قصفا جويا بالفانتوم والسكاي هوك ، كما واجهت هجوما بكتبة مظلات تزيد على الخمسمائة جندي وقاتلت ببسالة وشجاعة من خندق إلى خندق واستطاعت بالقتال المتلاحم بالسلاح الأبيض أن توقع بالعدوخسائر فادحة. ولقد كنت خارج مصر عندما وقع العدوان الإسرائيلي على الجزيرة. قرأت أنباء المعركة وانا في الطائرة في الجو وعرضت الصحف الأجنبية صورة للمعركة ذكرت ما قالته المصادر الإسرائيلية من ان القوة الإسرائيلية غادرت الجزيرة بعد أن أدت الواجب المطلوب منه وما قالته المصادر المصرية من ان العدو فشل فى السيطرة على الجزيرة نتيجة الخسائر الفادحة التى تكبدها واضطر إلى الجلاء بسبب المقاومة العنيفة التى لقيها ن وبسبب إصرار الرجال على التمسك بالأرض. ذكرت الصحافة الأجنبية ما قاله الطرفان ، قم علقت على المعركة بأن المصريين حاربوا بعنف وضراوة وان الجزيرة شاهدت من القتال الضاري الوحشى ما لم يشاهده العالم منذ الحرب العظمى بين قوات المحور والحلفاء. هذا ما شهدت به صحافة العالم وقتذاك. كانت المعركة رمزا لصلابة الجندي المصري وجرأته وفدائه ولقد أحسست بضمير الكاتب ان تلك الفترة المشرقة في تاريخنا لا يمكن لأدبنا ان يعبرها في صمت. وحاولت من خلال الرواية ان اقول عنها شيئا انصف الجندي المصري ... والأدب المصري أمام التاريخ. ونحن لا نملك إلا المحاولة .. أما التوفيق فمن عند الله. (تبسيط إسماعيل عبد الفتاح)